الألواح الشمسية .. مستقبل الطاقة المتجددة في العالم العربي

 الألواح الشمسية .. مستقبل الطاقة المتجددة في العالم العربي

 

تبدو مشاريع الطاقات المتجددة وبخاصة “الطاقة الشمسية” أكثر رواجا في العالم العربي، فمن المغرب وحتى الإمارات مرورا بمصر والسعودية والأردن وسلطنة عمان، يتم الإسراع بتوسيع المحطات القائمة وبناء محطات طاقة جديدة بأحجام مختلفة تصل لكونها الأكبر عالميا، لتنويع مصادر الطاقة وإنتاج الكهرباء التي تعد أحد أهم التحديات أمام الاقتصاد العالمي بوجه عام.

 

وأصدرت شركة “إرنست آند يونغ” التي تقوم بشكل دوري بإصدار مؤشر جاذبية الدولة للطاقة المتجددة، في أكتوبر الماضي، مؤشرها للدول الـ40 الأكثر جاذبية في قطاع الطاقة المتجددة والذي ضم هذا العام دول عربية، تصدرتها المغرب في المرتبة 16 عالميا، فيما جاءت مصر في المركز 19 عالميا، والأردن في المركز 38 عالميا.

 

السعودية

وفي السعودية، انطلقت ،اليوم الخميس ،المرحلة الأولى من الإنتاج في أكبر مصنع للألواح الشمسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي تم تدشينه في المدينة الصناعية بمنطقة تبوك.

 

وأكد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية أسامة بن عبدالعزيز الزامل خلال التدشين أن المصنع يهدف لتفعيل الاستثمار في الطاقة الشمسية، وتنويع مصادر الطاقة، إضافة إلى تمكين التكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لدعم الصناعات المتعلقة بالطاقة المتجددة والمستدامة في جميع أنحاء المملكة.

 

وتتجاوز المساحة الإجمالية للمصنع 27 ألف متر مربع، بطاقةٍ إنتاجية تقدر بـ 1.2 جيجا واط ، بحجم استثمارات يصل إلى 700 مليون ريال، في إطار رؤية المملكة إلى بناء قطاع طاقة متجددة مستدام يدعم نموها الاقتصادي، خاصةً مع تمتُّعها بالعوامل الجغرافية والمناخية الملائمة للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة.

 

الإمارات

في الإمارات، أعلنت المجموعة البحثية الخاصة بتنمية الطاقة الشمسية التابعة لمعهد بحوث العلوم والهندسة، التابع لجامعة الشارقة ،مشروعها الأول لإنتاج الطاقة الكهربائية والماء الساخن معاً من الطاقة الشمسية وربطها في سابقة هي الأولى على الشبكة الرئيسية لهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة (سيوا) بالتعاون مع الهيئة.

 

ويأتي ذلك تنفيذاً للخطة الاستراتيجية لجامعة الشارقة، والتي وضعها رئيسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي تتضمن اهتمام الجامعة بمجالات التنمية المستدامة والتوجه نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، من خلال معالجة المشاكل البيئية التي لها تأثير مدمر في الشعوب، وخفض استهلاك الطاقة والتحول قدر الإمكان للطاقة الشمسية.

 

واستطاعت المجموعة البحثية، من خلال الدكتور عبدالقادر حامد من قسم هندسة الكهرباء، ابتكار جهاز يولد طاقة شمسية بمقدار 2.88 ك وات وكذلك إنتاج الماء الساخن عن طريق تبريد الألواح الشمسية ، مما يؤدى في المستقبل عن الاستغناء عن مسخنات الماء ( بويلرز ) الذي يستهلك كثيراً من الطاقة الكهربائية.

 

الأردن

أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، في أكتوبر الماضي ،عن تأسيس “أكاديمية الطاقة” لتدريب الفنيين على تقنيات الطاقة المبتكرة والمستدامة ، بهدف زيادة حصة الطاقة المتجددة في النظام الكهرباء الأردني لدعم النمو الاقتصادي في المملكة.

 

وأضاف أن الطاقة المتجددة تسهم حاليا بنحو 25% من الكهرباء المنتجة في المملكة، ويجري العمل على رفع هذه النسبة في خليط الطاقة الكلي.

 

وعند الحديث عن الطاقة الشمسية فى الأردن لابد ان نشير إلى مشروع “بينونة” للطاقة الشمسية، في شرق عمان، والذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في الأردن.

 

ودخلت المحطة حيز التشغيل التجاري في عام 2020، وتنتج طاقة سنوية لحوالي 160 ألف منزل، وتساهم في الحد من انبعاث 360 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

 

وقامت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” بتطوير المشروع بموجب اتفاقية مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية في المملكة الأردنية الهاشمية، وسيساهم هذا المشروع الذي تبلغ كلفته 240 مليون دولار أمريكي، في توليد 563.3 جيجاواط/ساعة من الكهرباء سنوياً، أي ما يعادل 3٪ من الاستهلاك السنوي للطاقة في الأردن.

 

مصر

أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، الدكتورة هالة السعيد، في بداية الأسبوع الجاري أن الحكومة المصرية تواصل تعزيز نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص في المشروعات الخضراء.

 

وتحدثت الوزيرة المصرية عن مشروع “بنبان” كأكبر مزرعة الطاقة الشمسية في العالم في بنبان أسوان، والتي تم إنشاؤها من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص متعددة بتكلفة 4 مليارات يورو، وتوليد 2 جيجاوات.

 

كما أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أنه يتم التوسع في مدارس وفصول للطاقة الشمسية، بإنشاء 17 مدرسة متخصصة في الطاقة الشمسية بـ 11 محافظة، بالإضافة إلى 38 فصلاً لتعليم فنون وتكنولوجيا الطاقة الشمسية بمدارس التعليم الفني بأسوان، بجانب فصول لدراسة الطاقة الشمسية بـ 6 مدارس أخرى.

 

ومن جانبه، قال سفير بريطانيا بالقاهرة، جاريث بايلي، في حديث تلفزيوني له مؤخرا، إن مصر تملك مقومات كبيرة لتكون المقر الرئيسي للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا تحمس الشركات البريطانية بشدة للاستثمار في مجال الطاقة الشمسية في مصر، مشيرا إلى أن هناك ثلاثة شركات بريطانية تستثمر في مجال الطاقة المتجددة في مصر هي: شركة “جلوبال إلك” و”أكتس” وأخيرا “ليكيلا” التي تستثمر في توليد الطاقة من الرياح.

 

المغرب

وفي المغرب، كشف رئيس الحكومة ،عزيز أخنوش، في إطار مشاركته في أعمال مؤتمر “كوب-26” الذي عقد مؤخرا ، أن بلاده تمتلك خمسين مشروعا للطاقات المتجددة، بطاقة تبلغ حوالي 4 آلاف ميجاوات قيد الخدمة، بينما يوجد أكثر من 60 مشروعا آخر قيد التطوير أو التنفيذ.

 

وأكد أخنوش، أن المملكة أضحت دخلت بالفعل في مرحلة “التحول الطاقي” ، حيث أطلق استثمارات ضخمة بهدف التحول من الطاقات الأحفورية الملوثة للبيئة، والتركيز أكثر على إنتاج طاقات بديلة صديقة للبيئة.

 

سلطنة عمان

ومن جانبها، تستعد الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه لإسناد مناقصة تطوير مشروعي محطتي “منح 1” و “منح 2” للطاقة الشمسية خلال الفترة المقبلة والذي من المتوقع أن تبلغ تكلفتهما 300 مليون ريال عماني وتشغيلهما تجاريًّا في الربع الأخير من عام 2024.

 

ويأتي المشروعان ضمن مشروعات قطاع الطاقة، الذي يعد من أبرز قطاعات تعزيز التنويع الاقتصادي في السلطنة ، لتحقيق رؤية عمان 2040 في إطار اتجاه الحكومة إلى تشجيع  استخدام الطاقة المتجددة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في سلطنة عمان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية